مرض السكري | ما هي أنواعه؟ وأهم الأعراض وأفضل طرق التعامل والعلاج

Salma Mokhtar

Salma Mokhtar

رعاية صحية للموظفين

مرض السكري هو حالة صحية تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر أو الجلوكوز في الدم بشكل صحيح.

الإنسولين (وهو هرمون مسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم) فهو  المتحكم الأساسي في إدخال الجلوكوز الممتص عن طريق الجهاز الهضمي الى الخلايا و يعد الجلوكوز هو الوقود الأساسي لمعظم خلايا الجسم و بالأخص الدماغ..

يتم إطلاق الجلوكوز في الدورة الدموية، ثم يتم نقل الجلوكوز عبر الدم إلى الخلية، حيث يتم امتصاصه واستخدامه ليحصل الجسم على الطاقة.

مرض السكري ينقسم إلى نوعين: النوع الأول هو النوع المرتبط بنقص إنتاج الانسولين من خلايا البنكرياس حيث يعزو العلماء ذلك لأسباب مناعية في الصغر و النوع الثاني هو النوع المرتبط بتغيير شكل المستقبلات الموجودة على أسطح الخلايا مما يتسبب في عدم قدرة هرمون الإنسولين على التفاعل معها بالشكل المناسب الذي يسمح إستقبالها للجلوكوز الموجود في الدورة الدموية وهو أساس المشكلة.

قد يصيب مرض السكري الأشخاص من جميع الأعمار ويمكن إدارته والتحكم به باستخدام الأدوية و بعض التغييرات الحياتية.

أنواع مرض السكري

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من السكري: النوع 1، النوع 2، وسكر الحمل.

السكري النوع 1

السكري النوع الأول يُعرف أيضًا باسم السكري الذي يعتمد على الإنسولين، أو السكري الذي يبدأ في سن الطفولة. وهو اضطراب مناعي حيث يهاجم الجهاز المناعي البنكرياس بشكل خاطئ ويدمر الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. نتيجة لذلك، يفقد الجسم قدرته على إنتاج الإنسولين.

ومؤخرا أكتشف العلماء ظهور النوع الأول من السكر في أعمار أكثر من ٣٥ سنة ويسمي بالنوع الأول المتأخر من مرض السكري لدي البالغين

أعراض مرض السكري النوع الأول

تظهر أعراض السكري النوع 1 بشكل رئيسي فجأة. وتشمل هذه الأعراض:

  • فقدان الوزن السريع
  • التبول المتكرر
  • العطش المتزايد
  • الجوع المتزايد
  • التعب
  • الرؤية غير الواضحة

أسباب السكري النوع الأول

السبب الأساسي لمرض السكر من النوع الأول غير معروف. ومع ذلك، يساهم عاملان أساسيان في حدوثه:

  • الوراثة:

الأشخاص الذين لديهم أي تاريخ عائلي آخر للسكري النوع 1 يكون لديهم قابلية أعلى للإصابة به.

  • العوامل البيئية:

مثلشرب ألبان الحيوانات مثل الأبقار و الجاموس في أول ٦ أشهر بعد الولادة و التعرض للفيروسات والمواد الكيميائية التي يمكن أن تحفز رد فعل مناعي. ويمكن أن يحدث ذلك على مدى أشهر أو سنوات، مما قد يسبب نقص في إنتاج الإنسولين.

تشخيص السكري النوع الأول

يتم إجراء التشخيص باستخدام أي من الاختبارات التالية:

  • اختبار السكر في الدم:

يستخدم هذا الاختبار لفحص كمية السكر في الدم. فإذا كانت نتيجة اختبار السكر في الدم العشوائي 200 ملغ/ديسيلتر أو أعلى أو اختبار السكر في الدم عند الصيام إلى 126 ملغ/ديسيلتر أو أعلى، قد يشير ذلك إلى إمكانية الإصابة بالسكري.

  • تحليل البول:

تستخدم هذه الاختبارات لفحص البروتين في البول. وجود نسبة مرتفعة من البروتين في البول قد يشير أيضاً إلى الإصابة بالسكري النوع 1.

علاج مرض السكري النوع الأول

لا يوجد علاج نهائي للسكري من النوع الأول. لكن يمكن إدارة الحالة واستقرارها من خلال الخطوات التالية:

  • العلاج بالإنسولين:

الأشخاص الذين يعانون من السكري النوع 1 لا يستطيع جسمهم إنتاج الإنسولين، لذا يجب أن يتم إعطاؤهم الإنسولين عبر حقن يومية أو الأقلام أو مضخة الإنسولين. يقوم الطبيب بتحديد نوع علاج الإنسولين الذي يناسب كل حالة.

ومؤخرا يتم إجراء العديد من الأبحاث عن إجراء زرع لخلايا البنكرياس في البطن لتعمل كبديل للبنكرياس كحل نهائي

  • المتابعة المستمرة:

مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار يساعد المرضى على ضبط جرعات الإنسولين أو تغيير نظام الأكل ليناسب حالتهم.

كما أن المتابعة المستمرة مع طبيب الغدد الصماء ضروري خاصة للأطفال المصابون بالسكري من الموع الأول

  • تغييرات في نمط الحياة:

يُفضل تناول الأطعمة المنخفضة في السكر والكربوهيدرات المصنعة. كما يُوصى أيضًا بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والألياف. كما تساعد ممارسة الرياضة والنشاط البدني على خفض مستويات السكر في الدم.

السكري النوع 2

السكري النوع الثاني هو النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري. ويحدث عندما يقاوم الجسم أثر الإنسولين أو لا ينتج كمية كافية من الإنسولين للحفاظ على مستويات الجلوكوز الطبيعية. يحدث ذلك عادة بصورة أكبر لدى كبار السن، حيث يتطور غالبًا في الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 45 عامًا. ومع ذلك، فهناك زيادة حديثة في حالاته المسجلة بين الأطفال والمراهقين.

أعراض السكري النوع الثاني

تتشابه أعراض السكري النوع 1 و2 في معظم الحالات، ولكن هنا بعض العلامات المميزة للسكري النوع 2:

  • فقدان الوزن السريع
  • التبول المتكرر
  • العطش المتزايد
  • الجوع المتزايد
  • التعب بسرعة بسبب عدم امتصاص كمية كافية من الجلوكوز في خلايا الجسم
  • ضبابية الرؤية
  • تأخر التئام الجروح

أسباب السكري النوع الثاني

يحدث السكري النوع 2 بشكل رئيسي بسبب مقاومة الإنسولين. ويظهر ذلك عادة بطريقتين:

  1. انخفاض امتصاص الجلوكوز:

لا تستجيب خلايا العضلات والدهون والكبد للإنسولين كما يجب. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

  1. إنتاج الإنسولين الزائد:

عندما لا تستجيب خلايا الجسم للإنسولين بشكل صحيح، ينتج البنكرياس المزيد من الإنسولين، مما يزيد من مستويات الإنسولين في الدم.

بعض العوامل التي تساهم في مقاومة الإنسولين تشمل:

  • التاريخ العائلي
  • النظام الغذائي
  • نقص النشاط البدني
  • السمنة أو زيادة الوزن
  • الدهون الزائدة في الجسم، خاصة حول البطن والأعضاء
  • العمر – 45 عامًا فأكثر
  • تكيس المبايض (PCOS)
  • ارتفاع ضغط الدم

تشخيص السكري النوع الثاني

التحاليل هي الطريقة الأكثر شيوعًا لتشخيص السكري النوع 2.

يطلب الطبيب عادة الاختبارات التالية:

  • السكر العشوائي والسكر عند الصيام في الدم:

إذا كانت نتيجة اختبار السكر العشوائي في الدم 200 ملغ/ديسيلتر أو أعلى قد يشير إلى الإصابة بمرض السكري.

وإذا كانت نتيجة اختبار السكر في الدم عند الصيام:

  1. أقل من 100 ملغ/ديسيلتر –> طبيعي
  2. من 100 إلى 125 ملغ/ديسيلتر –> مرحلة ما قبل السكري
  3. 126 ملغ/ديسيلتر أو أعلى في اختبارين منفصلين –> يتم التشخيص كمريض سكري.
  • اختبار تحمل الجلوكوز الفموي:

وإذا كانت نتيجة اختبار الجلوكوز الفموي:

  1. أقل من 140 ملغ/ديسيلتر بعد ساعتين –> طبيعي
  2. من 140 إلى 199 ملغ/ديسيلتر –> مرحلة ما قبل السكري
  3. 200 ملغ/ديسيلتر أو أعلى بعد ساعتين –> يشير إلى الإصابة بمرض السكري

علاج مرض السكري النوع الثاني

إليك بعض الطرق لإدارة مرض السكري وتجنب مضاعفاته

  • مراقبة مستمرة لمستويات السكر في الدم:

يساعد مراقبة مستويات السكر في الدم المرضى على فهم مستويات السكر في جسمهم. وبالتالي يستطيع الطبيب ضبط خطة العلاج وفقًا لذلك. ويمكن للمرضى اختبار سكر الدم في المنزل باستخدام جهاز قياس السكر وتسجيل النتائج.

  • تناول طعام صحي:

اتباع نظام غذائي صحي متوازن مع مجموعة متنوعة من الأطعمة الغذائية، مثل: الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات. ويمكن الاستعانة بأخصائي التغذية للمساعدة في وضع خطة تغذية مخصصة.

  • النشاط البدني:

تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تحسين حساسية الإنسولين في الجسم وتحسين الصحة العام.

  • الدواء:

يُوصى بتناول أدوية مثل الميتفورمين لأن معظم الأشخاص الذين يعانون من السكري النوع 2 عادة لا يحتاجون إلى علاج بالإنسولين. ويمكن أن يتغير نوع الدواء والجرعة وما إذا كان يحتاج إلى علاج بالإنسولين مع مرور الوقت.

  • الفحص الدوري:

يجب على المريض زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات ومراجعة خطة العلاج.

سكر الحمل

وهو يصيب بعض السيدات أثناء فترة الحمل بسبب التغيرات الهرمونية التي قد تؤدي لعدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الإنسولين.

فأثناء الحمل تطلق المشيمة هرمونات تعيق وظيفة الإنسولين في الجسم. فتزيد مقاومة الإنسولين من حاجة الجسم للأنسولين. لذلك، فالحوامل اللاتي يعانين من سكر الحمل لا يستطعن التغلب على مقاومة الإنسولين لأن البنكرياس لا يمكنه إنتاج كمية كافية من الإنسولين لتنظيم الجلوكوز في الدم.

كما أن الحوامل اللاتي يصيبهن سكر الحمل يكنّ أكثر عرضة للإصابة بالسكري النوع 2 لاحقًا في الحياة.

أعراض سكر الحمل

غالبًا ما تكون السيدات بلا أعراض ظاهرة، لذلك يجب متابعة مستويات السكر في الدم أثناء فترة الحمل. ولكن بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر لسكري الحمل تشمل:

  • العطش والجوع المتزايد
  • التبول المتكرر
  • الشعور الزائد بالتعب

أسباب سكر الحمل

إليك أهم العوامل التي قد تسبب سكر الحمل:

  • التاريخ العائلي
  • زيادة مقاومة الإنسولين أثناء الحمل
  • اختلال الهرمونات
  • أن تكون السيدة في مرحلة ما قبل السكري
  • وجود حالات طبية موجودة مسبقًا مثل تكيس المبايض (PCOS) وحالات القلب

تشخيص سكر الحمل

غالبًا ما يتم تشخيصه من خلال الفحص الطبي الخاص بالحمل بين الأسبوعين 24 و 28 من الحمل ويختفي سكر الحمل في أغلب الحالات بعد الولادة.

للتأكد من التشخيص قد يطلب الطبيب الاختبارات التالية:

  • اختبار الجلوكوز في الدم:

سيتم إعطاء كمية محددة من سائل الجلوكوز للمريض. بعد ساعة، يتم سحب عينة دم وتحليلها. إذا كانت نسبة السكر في الدم 140 ملغ/ديسيلتر أو أعلى، سيُطلب من المريض العودة لإجراء اختبار الجلوكوز الفموي.

  • اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT):

يقيس مستوى الجلوكوز في الدم عند صيام لمدة 8 ساعات. يُطلب من المريض تناول كمية محددة من سائل الجلوكوز ، بعد ذلك يقوم الطبيب بأخذ عينات دم كل 2 إلى 3 ساعات.

علاج سكر الحمل

الحوامل اللواتي يتم تشخيصهن بسكر الحمل يحتجن إلى:

  • فحوصات أكثر خلال الحمل:

فتكون الزيارات المستمرة للطبيب أساسية أثناء الحمل

  • النظام الغذائي:

اتخاذ خيارات غذائية صحية، مع التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. ومراقبة كميات الطعام في كل وجبة مهمة أيضًا.

  • متابعة مستويات السكر في الدم:

المتابعة المستمرة، خاصة خلال زيارات ما قبل الولادة، ستساعد في مراقبة مستويات السكر في الدم وضبط نظام العلاج.

  • النشاط البدني:

ممارسة التمارين المناسبة للحمل بشكل منتظم تقلل من مستويات السكر في الدم وتقلل من فرص زيادة الوزن مع زيادة الحساسية للأنسولين. يجب التأكد من الطبيب من النشاط البدني المناسب لكل حالة أثناء الحمل.

  • فحص نمو الجنين:

من خلال الأمواج فوق الصوتية ومراقبة زيادة الوزن ومتابعة مدى فعالية مراقبة مستويات السكر في الدم.

لذلك، يجب على الحامل الاهتمام بمتابعة حالتها باستمرار وعدم تتردد في التحدث عن أفضل طرق المتابعة والعلاج مع الطبيب.

كيف يؤثر ارتفاع ضغط الدم على السكري؟

قد لا يسبب ارتفاع ضغط الدم مرض السكري بشكل مباشر، ولكنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري النوع 1، والنوع 2، وسكر الحمل.

تظهر الدراسات أنهما يشتركان في بعض الأسباب، مثل:

  • نمط حياة ثابت (حياة بلا أو بمعدل منخفض من التمارين) مع تناول سعرات حرارية زائدة
  • السمنة
  • الالتهاب
  • مقاومة الإنسولين

يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب من مرتين إلى ثلاث مرات على مدى عشر سنوات ومرض الكلى المزمن بمعدل واحد من كل ثلاثة أشخاص.

يتسبب تصلب الشرايين، الناتج عن تراكم الكوليسترول في الشرايين، تلفًا فيها، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتلف الأوعية الدموية في الكلى والوحدات الكلوية. وعند عدم علاجه، يمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية والفشل الكلوي. يزيد ارتفاع ضغط الدم أيضًا من خطر مضاعفات سكر الحمل ويساهم في مقاومة الإنسولين.

مضاعفات السكري

يمكن أن يزيد السكري النوع 1 و2 من خطر الإصابة بحالات صحية أخرى، بما في ذلك:

  • الأمراض القلبية والسكتة الدماغية.
  • مرض الكلى.
  • تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى التنميل أو الألم أو فقدان الإحساس في الساقين.
  • اعتلال العين السكري ومشاكل الرؤية مثل المياه البيضاء والجلوكوما.
  • التنميل وقرح القدم.
  • ارتشاح العين ومشاكل الشبكية.
  • ضعف المناعة.
  • أمراض القلب.
  • فقدان السمع.
  • الإصابات الجلدية مثل الجلد الجاف والعدوى البكتيرية والفطرية.
  • ضعف الأداء الجنسي.
  • الخرف.
  • الاكتئاب.

يمكن أيضًا أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خلال الحمل أذا لم تتم المتابعة والعلاج بشكل صحيح، مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل والذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء.
  • وفاة الجنين/الإجهاض.
  • زيادة وزن الطفل عند الولادة.
  • نقص السكر في الدم والتشنجات في الأطفال الرضع.
  • الولادة المبكرة.

سيعيش الأفراد حياة أكثر صحية إذا كانوا مجهزين بالمعرفة الصحيحة وفهم كيفية إدارة المشاكل الصحية. لذلك، دائمًا استشر الأطباء المختصين للحصول على أفضل العلاجات والإرشادات.

توفر برامج الرعاية الصحية من ريلاينس هيلث وصولًا سهلاً إلى الرعاية، بالإضافة إلى تغطية الأدوية لعدة حالات مزمنة.

مشاركة


Salma Mokhtar

Salma Mokhtar

تعليقك

أخر المقالات